أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عن فتح سجل الناخبين لانتخاب المجالس البلدية في (60) بلدية من البلديات المستهدفة بانتخاب مجالسها، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس مجلس المفوضية السيد د. عماد السايح اليوم الأحد 9 يونيو 2024م، بحضور أعضاء المجلس، ونائبة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيـا السيدة جورجيت غاليون، ووزير التربية والتعليم السيد د. موسى المقريف، ورئيس الهيئة العامة للمعلومات السيد عبد الباسط الباعور، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون المديريات اللواء بشير الأمين، ومدير الإدارة العامة للعمليات الأمنية بوزارة الداخلية اللواء علي النويصري، وعدد من ممثلي البعثات الدولية ووسائل الإعلام، وذلك بالمركز الإعلامي بالمفوضية.

وأوضح رئيس مجلس المفوضية د. السايح في مستهل كلمته بالمؤتمر، أن هذه العملية الانتخابية التي تبدأ اليوم جاءت تنفيذا للقانون رقم (20) لسنة 2023، والقاضي بتولي المفوضية إدارة وتنفيذ انتخابات المجالس البلدية، وقال في كلمته: “نعلن اليوم عن انطلاق تنفيذ هذا الاستحقاق الذي نسعَى من خلاله والجميع إلى ترسيخ قواعد الإدارة المحلية الرّشيدة، وإرساء مبدأ المشاركة في تقرير مَن سيتولّى إدارة شؤون البلدية، ورعاية مَصالح مواطنيها، والمحافظة على حقوقهم، ورفع مطالبهم إلى مختلف السلطات بكافة مستوياتها وهيئاتها ومؤسساتها”.
وأكد في كلمته أن إعادة بناء الإدارة المحلية على أسس سليمة يمهّد الطريق نحو سلطة تنفيذية قادرة على الاستجابة لمطالب مواطنيها، وأنّ ذلك لا يتأتّى إلا بالمشاركة في اختيار المجالس البلدية، من خلال عملية انتخابية تقرر مَن سيتولى حمل هذه الأمانة، مضيفاً أن “الانتخابات ليست وهماً كما يسوّق البعض ويحاول أن ينشر الجهل والتخلف ويركن إلى الاستسلام لمَن قرروا استعباده واستغلاله، والاستمرار في النيل من مقدراته خدمة لمصالحهم ومصالح مَن يقف وراءهم”.
ودعا السايح في كلمته إلى المشاركة في تعزيز ثقافة الانتخاب ورفع مستوى وعي المواطن بأهمية صوته يوم الاقتراع، وإلى اغتنام الفرصة للرجوع إلى دولة المؤسسات والقانون وإعادة تنظيم الشأن المحلي وترتيب البيت الداخلي بما يتوافق مع هدف الاستقرار، كما ثمّن تعاون الشركاء الذين استجابوا لمطالب المفوضية والعملية الانتخابية على وجه الخصوص، داعياً مَن تخلّف عن الرّكب من الشركاء إلى مراجعة موقفهم وإعلاء مصلحة الوطن.
من جانبها هنّأت نائبة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيدة جورجيت غاليون المفوضية بمناسبة إطلاق هذا الحدث الهام وهو بداية انتخاب المجالس البلدية، مشيرة إلى جهود البعثة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم المفوضية منذ عام 2012، ودعم الانتخابات على المستوى المحلي والوطني كجزء مهمّ من عمل البعثة، مؤكدة على أهمية هذه العملية الانتخابية وتأثيرها على حياة الليبييـن والتنمية المستدامة، وقالت: “إن التسجيل الذي يبدأ اليوم هو فرصة هامة للمشاركة في انتخاب المجالس البلدية وهي السبيل الوحيد لاختيار الممثلين الشرعيين”.
وأثنت السيدة (غاليون) على جهود المفوضية في بدء هذه الانتخابات وإعادة إرساء ثقافة انتخابية تتسم بالشفافية والمصداقية، داعية المؤسسات الليبيـة إلى تقديم الدعم التام لهذه العملية الانتخابية من ناحية الترتيبات الأمنية وحل النزاعات الأمنية والتمويل، كما دعت الليبييـن رجالا ونساء في البلديات إلى المساهمة في إرجاع الشرعية وبناء التنمية المستدامة في البلاد.
وافتتحت المفوضية خلال المؤتمر الصحفي منظومة تسجيل الناخبين لانتخاب المجالس البلدية للمجموعة الأولى من البلديات المستهدفة بانتخاب مجالسها وعددها (60) بلدية من أصل (106) بلديات، حيث أُطلقت إشارة العدّ التنازلي لفتح المنظومة، وسط تهنئة الحاضرين، وترحيبهم بهذه الخطوة التي تمثّل حجر الأساس في عملية انتخاب المجالس البلدية وخطوة في اتجاه البناء والاستقرار.
وقدّم مدير إدارة العمليات الميدانية السيد الصادق الزكار، عرضًا تقديميًا حول هيكلية تنفيذ انتخاب المجالس البلدية، تضمّن إحصائيات حول البلديات المستهدفة في المجموعة الأولى، والمكاتب التي ستشرف على انتخابات هذه البلديات، وعدد مراكز الاقتراع المخصصة لها، ومقار لجان قبول طلبات التسجيل ودورها في تسهيل تسجيل الناخب المقيم غير المقيّد في البلديات المستهدفة.
فيما قدّم مدير إدارة التسجيل والعمليات الخارجية السيد وليد سيالة، عرضًا حول آلية التسجيل بسجل الناخبين متضمّنا شروط وكيفية التسجيل وكيفية ربط رقم الهاتف بالرقم الوطني، إضافة إلى معلومات حول اعتماد المراقبين وآلية وشروط اعتمادهم، موضحا دور مركز الاتصال والمساعدة الذي افتتحته المفوضية لتوفير المعلومات اللازمة لإتمام عملية التسجيل.
وفي السياق ذاته قدّم مدير إدارة التوعية والتواصل السيد خالد الموسي عرضاً حول حملة التوعية الانتخابية المصاحبة لهذه المرحلة، تتضمّن برامج توعوية تهدف إلى توفير المعلومات اللازمة للناخبين حول عملية التسجيل، داعيا الشركاء من وسائل الإعلام والمجتمع المدني إلى المساهمة في إنجاح هذه الحملة حتى تصل المعلومات إلى جميع الناخبين المستهدفين بالمشاركة.